التفكّر في الكون والإنسان والقرآن
في هذا الكتاب يتناول المؤلف موضوع في غاية الأهمية وهو الفكر في ملكوت الله عز وجل فإِن الله تعالى قد خلق الإنسان مـن أجل أن يعبده ويتعرف عليه. والإنسان يستطيع أن يصل إلى هذه الغاية عن طريق الذكر والتفكر. فالعبادة هي جوهر حياة الإنسان. أما الذكر فهو واحد من أجمل أشكال عبادة الحق عز وجل. والذكر والفكر توأمان لا ينفصلان أبدًا، ومما لا شك فيه أن أهم شيء بالنسبة للإنسان أن ينال السعادة الأبدية والفرح الدائم. وكل مطالب الإنسان الأخرى مقارنة بهذا الأمر تبدو تافهة لا أهمية لها. و"المعرفة" هي أهم الوسائل التي توصل الإنسان إلى السعادة والفوز الأبدي. في عصرنا الحاضر يبحث بعض الأشخاص عن السكينة والطمأنينة في برامج التنمية البشرية ذات الأصول الغربية، أو في دروس اليوجا ذات الأصول الشرقية. مع أن السكينة الحقيقة التي يبحث عنها الإنسان تكمن في المراقبة التي تتحقق بالذكر، والتفكر، والتدبر. وتلك الأمور هي مفتاح الحقائق والحكم الإلهية التي أوصى بها الإسلام. وأي تفكر نضج بالتدبر القلبي سيكون منبعاً للإنشراح الروحي والسكينة القلبية، لأن تفكر كهذا يوصل الفرد إلى الحكمة