الخشوع في العبادة - (تطهير القلب)

الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك (البخاري، الإيمان، 37، تفسير القرآن، 31/2)

إن العبادة هي ذلك الميثاق الأزلي الذي أخذه الله تعالى على عباده وهم لا يزالون في أصلاب آبائهم، ميثاق العبودية له سبحانه، والإقرار بربوبيته تعالى، وأداء ذلك على أحسن حال وأكمله

هذا الأداء للعبادات هو بوابة المرء إلى عالم الروح والوصال مع الحق سبحانه، وهو الخلاص من هموم الدنيا وأدناسها وأرجاسها، والرقي إلى جوار الحضرة الربانية حيث راحة الروح وطهر القلب، وطمأنينة النفس، والشفاء من كل داء، والأمن من كل خوف، والحصول على السعادة الأبدية

فالعبادات هي الواحة الغنَّاء في الصحراء الدنيوية الجرداء، وهي زاد العبد وراحلته في رحلته عبر الدنيا إلى الآخرة

وعندما يرفع العبد يديه في الصلاة بتكبيرة الإحرام فكأنه يرفعها ليطرق أبواب السماء، وحين ينادي بالتكبير فكأنه يطلب الإذن للدخول في معية رب الأرض والسماء، فيبدأ بالبسملة التي بها يُبتدأ كل أمر ذي شأن، ثم يحمد الله  تعالى ويمجده ويثني عليه، وبعدها يبدأ الدعاء والطلب والرجاء، ويطلب الهداية إلى طريق السعادة

وإذا كان الحق -تبارك وتعالى- قد خلق الناس لغاية، وهى العبادة؛ فإن الوصول إلى هذه الغاية لا يتأتى إلا بإتقان هذه العبادة بالخشوع

والخشوع يعني المثول بين يدي الله تعالى في حالة شعورية خاصة، تجمع بين مشاعر الخوف والرجاء وعقائد الولاء والبراء، بين السكينة والطمأنينة، بين الانفصال عن عالم الأرض والاتصال بعالم السماء، واستشعار معية المعبود وحضرته، واستحضار مهابته وقدرته وخشيته

- وأعظم هذه العبادات أثرًا وأعمها نفعًا هي الصلاة، وهي من أجَلّ النعم التي حبا الله تعالى بها عباده، ومن أقوى الأسباب التي تربط العبد بربه، بقول النبي صلى الله عليه وسلم

ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين، مقبلاً عليهما بقلبه ووجهه، إلا وجبت له الجنة (مسلم، الطهارة، 17)

وعن أنس، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث حضرته الوفاة، قال: فقال لنا

«اتقوا الله في الصلاة، اتقوا الله في الصلاة ثلاثًا، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم، اتقوا الله في الضعيفين المرأة الأرملة والصبي اليتيم، اتقوا الله في الصلاة»

فجعل يرددها وهو يقول: «الصلاة» وهو يغرغر حتى فاضت نفسه

وإذا أدرك العبد ماهية الصلاة وحقيقتها، واستشعر معناها، وذاق لذتها، لم يستبدلها بغيرها أبدًا؛ حتى ولو كانت الجنة

يقول سليمان الداراني قدس الله سرَّه

«لو خُيِّرت بين ركعتي صلاة ودخول الفردوس لاخترت الركعتين، لأن دخول الفردوس في الجنة هو مطلبٌ للنفس يسعدها، لكن حين أصلِّي ركعتين، فإنني سأكون مع ربي عزَّ وجل»

والصلاة تختلف عن بقية العبادات، ففي الصلاة يكون العبد منفردًا مع ربه، لا يرائي الناس بزكاته، ولا يباهي بحجه، ولا يمارس حياته مع صيامه، إنما يقف بين يدي ربه بجسده وروحه وقلبه، لا تشغله من شواغل الدنيا سوى ما تشغله به نفسه

وحين يقف العبد للصلاة يجب أن يقطع كل اتصال له بالدنيا، ويرفع كل حواسه عنها، ويصرف مشاعره دونها، ولا يقع في مداركه شيءٌ سوى الاتصال بالملأ الأعلى، فإذا وصل إلى حقيقة الصلاة وكنهها، حينئذ تنزاح الأستار، وتنكشف الأسرار، وتتجلى الحقائق والأنوار

والصلاة تشترط للخضوع فيها -شأن كل العبادات- أن تستشعر معية الله تعالى ومراقبته لك، فإذا أيقنت بهذه المعية والمراقبة استحييت أن تنشغل بغيره سبحانه، أو أن يتعلق قلبك بشيء دونه

يقول النبي صلى الله عليه وسلم

الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك (البخاري، الإيمان، 37، تفسير القرآن، 31/2)

أي أن تجمع قلبك وذهنك، وتتخلص من جميع الأفكار الفانية، وتركز على ذكر الله تعالى، وأن تعبد الله تعالى كأنك تراه مهما كان الحال الذي أنت عليه!

«اذكر الموت في صلاتك فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحريٌّ أن يحسن صلاته، وصلِّ صلاة رجل لا يظن أن يصلي صلاة غيرها، وإياك وكل أمر يعتذر منه». (الديلمي، الفردوس، جـ1، 431. قارن: ابن ماجة، الزهد، 15؛ أحمد، جـ5، 412)

ويصف الله تعالى الصلاة الحقيقية في قوله

(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) (العنكبوت، 45)

ودوام حالة الانتهاء عن الفحشاء والمنكر بعد الصلاة هو المؤشر الأوضح على استمرار حالة الخشوع والطمأنينة بعدها، وإلا فإن الصلاة لم تكن كما يريدها الله تعالى، حينها يستحق صاحبها هذا الوعيد الإلهي في الآيات التالية

(فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ. الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ. وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) (الماعون،4-7)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، ثم انصرف، فقال

«يا فلان، ألا تحسن صلاتك؟ ألا ينظر المصلي إذا صلى كيف يصلي؟ فإنما يصلي لنفسه، إني والله لأُبصر من ورائي كما أُبصر من بين يدي» (مسلم، الصلاة، 108)

وهؤلاء الذين لا يراعون في الصلاة إلا الحركات والسكنات، ولا يبالون بالرحمات والفيوضات، كمثل الذي يؤدي دَينًا وهو كاره، أو يفعل خيرًا وهو مُجبر، أو يقوم بواجب اعتيادي خالٍ من الروح والشعور

ويصف المولى سبحانه الصلاة الحقيقية المثالية حين يقول

(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (المؤمنون، 1-2)

ويصف الصحابي عبد الله بن الشِّخير رضي الله عنه حال الرسول صلى الله عليه وسلم في صلاته، فيقول

«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء»

ويوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرورة الخشوع في الصلاة فيقول

«...إذا توضأ الرجل ثم قام فصلى، فحمد الله وأثنى عليه ومجّده بالذي هو له أهل، وفرَّغ قلبه لله، إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه» (مسلم، المسافرين، 294)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا بعد أن فرغ من وضوئه

«منْ توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدّث فيهما نفسه، غُفر له ما تقدم من ذنبه» (البخاري، الوضوء، 24، 28؛ مسلم، الطهارة، 3-4)

ويقول أبو الدَّرداء رضي الله عنه: «مِن فِقْه المرء إقبالُه على حاجته حتى يُقبِل على صلاته وقلبُه فارغ». (البخاري، الأذان، 42)

وكان وجه سيدنا علي رضي الله عنه يصفرُّ حين يقف للصلاة لما يكون عليه من خشوع، ويتجرد حتى من إحساسه ببدنه، وقد وقف ذات مرة للصلاة كي يُخرجوا من قدمه المباركة سهمًا أصابه في المعركة، إذ كان يعلم من نفسه أنه لن يشعر في الصلاة بأي ألم، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كم من عبد يصلي صلاته على هذا النحو بأن يقطع علاقاته كلها عن الدنيا وما فيها؟

لكن العبد الذي لم يصل إلى هذه المرتبة في الخشوع والكمال في العبادة، لا ينبغي عليه أبدًا القنوط من عبادته وتركها؛ بل عليه أن يضع هذا الكمال موضع الهدف والغاية، ويجعل من أخطاء عباداته درجات أولية في سلم الرقي إلى الدرجات العلى، ويجعل شغلَه الشاغل في كيفية تجنب أخطائه، ويجعل مطاعن عبادته هي الجراحات التي يسعى لمداواتها، فمنْ تمسك بالخيط الرفيع، أوشك أن يرتبط بحبل الله المتين

 وثمة فائدة كبرى في انتظام الصلاة على وقتها، وهي انتظام حياة العبد على وتيرة مادية ومعنوية متناسقة، فيصير وقته منظمًا، وعمله منظمًا، ومدده السماوي منتظمًا، وحياته كلها تسير بوحي من ذلك التناسق والانسجام

كما تحافظ الصلاة المنتظمة على نشاطك العقلي وتيقظك الفكري، وبها يرتفع مؤشرك الإيماني وسموك المعنوي، وبها تطهر من وصمات الدنيا وطينها الأرضي

- والصوم كذلك من العبادات التي يجاهد بها المرء دنياه، ويسعى بها إلى أخراه، ويواصل بها السلوكَ في طريق مجاهدة نفسه وهواه، ليصل بها إلى أسمى درجات الإحسان والتقوى

فغاية الصوم مجاهدة النفس، وتخطي عقباتها الكؤود، والانفلات من نيرها، والتحرر من قيادها، وإلجامها وقهرها بالامتناع عن تحقيق مرادها، وليس الصوم عن طعام وشراب وشهوة؛ إنما الصيام عن الرغبات الدنيوية للنفس، والصيام عن الذنوب صغيرها وكبيرها، وهو المعنى الذي قصده الشيخ عبد الله دهلوي عندما قال

«إن حياتنا في هذه الدنيا هي يوم واحد فقط، فيجب علينا أن نصوم ذلك اليوم»

ورياضة الصوم تبدأ بتدريبنا على التقليل من المباحات، والاقتصاد في الحلال، ثم الابتعاد عن الشبهات؛ فضلاً عن الامتناع التام عن المحرمات، فيكتسب العبد من الأخلاق والفضائل والقوة ما يجعله صامدًا أمام المشقات، قويًا أمام الصعوبات، متسلحًا ضد الشهوات والرغبات

فيدرك الناس -غنيهم وفقيرهم- معنى الجوع، ويحسون بمدى عظمة نِعَم الله تعالى عليهم، ومدى معاناة المحرومين من هذه النِعَم، ومن ثم يزرع في الجميع الإحساس بالتعاون والتراحم

والصوم يُحيي في الناس مشاعر التقوى ويزيد من صفاء القلوب، فالله تعالى يقول

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة، 183)

ويوضِّح رسول الله صلى الله عليه وسلم فضيلة الصوم في الحديث التالي

عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

«قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنة، وإذا كان يومُ صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤٌ صائم» (البخاري، الصوم، 9؛ مسلم، الصيام، 163)

إنَّ امتلاك العبد لإرادته هو الضمانة الأقوى أمام رغبات النفس وطبيعتها الشهوانية، والذي يقوِّي هذه الإرادة وينميها هو المنهج التربوي الذي يُعد الصوم أصلا من أصوله

يقول مولانا جلال الدين الرومي -قدس الله سره- في ضرورة تناول الطعام القليل في الدنيا لنيل نِعَم العالم الأبدي

«الغذاء الأساسي للإنسان هو الحكمة والعشق الإلهي، لهذا ليس من الصواب إعطاء البدن غذاءً أكثر من اللازم»

«إن الإنسان يفقد الطمأنينة حين يكون قلقًا على غذاء بدنه وينسى غذاءه الروحاني الأساسي؛ لأنه لن يعرف الشبع في هذه الحالة. لذلك تراه مصفرَّ الوجه مرتجف القدمين مضطرب القلب نتيجة حرصه، ولكن شتَّان بين الغذاء الأرضي والغذاء الأبدي!»

«ويقول الله تعالى عن الشهداء أنهم (عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) ، ولا يوجد فمٌ أو جسد لهذا الغذاء المعنوي»

وللصوم حقيقة -لابد من الوصول إليها وتحقيقها حتى يحقق العبد معنى الصوم، ويصل إلى الغاية من عبادة الصوم- هي صيام الحواس مع صيام الجوارح، فصيام الفم والفرج لابد أن يتبعه صيام العين والأذن واللسان وكافة الأعضاء،كي يكون وقت إفطارنا وقت العفو عن ذنوبنا

وجاء في الحديث الشريف

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

«ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابَّك أحد، وجهل عليك فقل: إني صائم» (الحاكم، المستدرك، جـ1، 595/1570)

وعن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأتين صامتا وأن رجلاً قال

«يا رسول الله إن ها هنا امرأتين قد صامتا وإنهما قد كادتا أن تموتا من العطش»، قال: فأعرض عنه أو سكت، ثم عاد فقال: «يا نبي الله إنهما والله قد ماتتا أو كادتا أن تموتا»، قال: «ادعهما»، قال: فجاءتا، قال: فجيء بقدح أو عس، فقال لإحداهما: «قيئي» فقاءت قيحًا أو دمًا وصديدًا ولحمًا حتى قاءت نصف القدح، ثم قال للأخرى:«قيئي»، فقاءت من قيح ودم وصديد ولحم عبيط وغيره حتى ملأت القدح، ثم قال

«إن هاتين صامتا عمَّا أحل الله وأفطرتا على ما حرم الله عزَّ وجل عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان من لحوم الناس» (أحمد، جـ5، 431؛ الهيثمي، جـ3، 171)

- وعبادة «الزكاة» أيضًا تملك من أساليب التربية والعلاج المجتمعي ما يصب في رافد خشوع العبادات، وتهذيب النفس، فـ«الإنفاق» عبادة فُرضت لعلاج النفس الفردية للإنسان، والنفس الجماعية للمجتمع، ولعلاج الروابط النفسية والاجتماعية بين أفراد المجتمع المسلم

فالمال أحد أقوى الشهوات التي تتحكم في النفس البشرية، فمنْ امتلك المال يرفض بشدة إنفاقه إلا على ملذاته، ويتعامى عمنْ هو في احتياج إلى فُتات منه، ومن لم يمتلكه كَنَز في قلبه حقدًا وحسدًا على منْ يضن عليه بالمال

 أما إذا أخرج الغني زكاته وصدقاته وهداياه ليطفئ نار حسد هذه القلوب، وليقطع حبال قيود هذه النفس الشحيحة، حينها تتحول هذه النار التي تأكل القلوب إلى حرارة تدفئ العلاقات الإنسانية بين الأغنياء والفقراء، وتتحول هذه القيود التي تلجم النفس عن الإنفاق إلى أسباب تربط القلوب بعضها ببعض، وتربطها بالله سبحانه في معادلة إسلامية من التكافل والتعاون والتراحم، ونفي التباغض والتحاسد، وحجة للجميع أمام الله تعالى حين يسأل صاحب المال من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وطُهرة لهذا المال من آفة الحرام والشبهات

وقد حفل القرآن الكريم بذكر آيات الزكاة؛ بل ربطها المشرِّع في سبع وعشرين آية بالصلاة عماد الدين، تنبيهًا لأهميتها و خطرها

والزكاة دَينٌ بمقدارٍ معيَّنٍ مفروضٍ من الله تعالى على من كانت لديه الإمكانية كي يؤدِّيها للمحتاجين، يقول المولى عزَّ وجل في القرآن الكريم: (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (الذاريات، 19)

هذا الحق المقرر من لدن صاحب خزائن السماوات والأرض لصالح السائل والمحروم يصير -وفق تفصيلات التشريع- وكأنه ضريبة إلهية في مال الغني، يُطَهِّر بها ماله، ويؤكد بها حله، فتزيل هذه الضريبة الثقل المالي الجاثم على قلب الغني، وتساعده على الانفكاك من ربقته، وتزيل التكدس المتزايد على كفة واحدة في المجتمع فتميلها ميلاً عظيمًا، وتعيد توزيع المال بشكل تسير معه عجلة الحياة في المجتمع الإسلامي بعدالة واتزان

ويتحقق التوازن والعدالة والانسجام الاجتماعي، ويكفي لفهم هذه الحقيقة النظرُ إلى آية (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) (الأعلى، 14)

وثمة نكتة لغوية مهمة في تلك المسميات، فكلمة «الزكاة» تعني «التزكية» والتطهير، فمنْ فعلها كان هو صاحب العقلية الاقتصادية التربوية في الحفاظ على أصل ماله وحله، وطهارة نفسه ونقائها

 ولنعلم أن الزكاة هي الحد الأدنى المفروض من درجات الإنفاق، فمنْ أراد زيادة في التطهير والتزكية فعليه الزيادة من الإنفاق والصدقة، وهو المعيار الرباني الذي أشارت إليه الآية الكريمة

(لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ) (آل عمران، 92)

وفي لمحة تربوية شديدة الوضوح والترغيب، يربط هذا الإنفاق بنوال رباني، ويضعه تحت رقابة ربانية مباشرة

ولعلنا نلحظ أن الإنفاق والصدقة -بخلاف الزكاة- ليس لها حدٌّ أو سقف تشريعي؛ بل تُرك الباب مفتوحًا أمام المسلم لينفق بلا حدود، وتُرك الأجر كذلك بلا سقف وبلا حدود، وظل الثواب مخفيًا كما في الصيام، فقد منح الله الأمة الخاتمة للنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ما لم يمنحه لغيرها، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف، حتى الهمُّ بالسيئة ثم الامتناع والهم بالحسنة والتوقف؛ كل ذلك له -من كرم الله وفضله- أجر

ويقول الله تعالى في الآية الكريمة

(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (التوبة، 103)

ولا بد من ملاحظة أن الآية الكريمة تشير إلى أن الزكاة والإنفاق تطهِّران العبد من ناحيتين: المالية والقلبية

ويوجِّه الله تعالى تهديدًا في الآيتين الكريمتين الآتيتين

(وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) (التوبة: 43- 35)

ويحذِّرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقول في الحديث

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

«منْ آتاه الله مالًا، فلم يؤد زكاته مُثِّل له ماله يوم القيامة شجاعًا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه -يعني بشدقيه- ثم يقول أنا مالك أنا كنزك»، ثم تلا: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (آل عمران، 180)

ومنْ بخل بمال الله على الفقراء من عيال الله لم يسلب هؤلاء المحتاجين حقهم فقط؛ بل حرم نفسه أيضًا من فرصة التحرر من حب المال، وحرم قلبه من وسيلة تطهير وتهذيب

وقد عاودت الآيات بيان خطر هذه المحبة للمال على قلب صاحبه، وكانت التسمية القرآنية لتلك الحالة أنها «فتنة»؛ إذ يقول الحق تعالى

(إِنَّمَا أَمْوَالُكُم وأوْلادُكُم فِتْنَة) (التغابن، 15)

هذه الفتن في المال والأبناء يمكن للإنسان تفاديها والتحصن ضدها، ليس فقط من خلال الإنفاق والصدقة؛ إنما وسائل التحصن أوسع من ذلك بكثير، ربما تبدأ من دائرة الخلاص من حب الدنيا واجتثاث جذور هذا الحب من أعماق القلب، والدائرة الخاصة بالمال هي إدراك حقيقة أن هذا المال -ومال الدنيا كلها- مجرد أمانة في عنق صاحبها مُلزم بردها، وردُّها هو ثقل يزيحه عن كاهله، وليس جزءًا يقتطع من أملاكه

أي أن زيادة الإنفاق هي زيادة في التخلص من الأعباء

والقرآن الكريم يفتح لنا مصراعًا واسعًا لمعاني الإنفاق، فيجعل كل الأخلاق الكريمة مجالاً للتبادل والتباذل والتعاطي والتعامل والعطاء والإنفاق، ويقول الله تعالى في الآية الكريمة

 (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) (البقرة،219)

إن الغني الكريم الشكور، والفقير النبيل الصبور هما في مقام الشرف الإنساني والرضا الإلهي، وقد ذمَّ الإسلام الغنيَّ المتكبر الشحيح، والفقير الذي لا صبر عنده ويعصي الله عزَّ وجل

والزكاة ما هي إلا شكر عملي من صاحب المال والثروة، وزيادة النعم بالشكر هو وعد إلهي، فالله تعالى يقول

(لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) (إبراهيم، 7)

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُحبُّ الإنفاق كثيرًا ويحث عليه، ويقول في الحديث القدسي

«قال الله: أَنفق يا ابن آدم، أُنفق عليك» (البخاري، النفقات، 1)

وفي حديث آخر يقول

«ثلاثة أُقسِم عليهن وأحدثكم حديثًا فاحفظوه»، قال: «ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظُلِم عبدٌ مظلمةً فصبر عليها إلا زاده الله عزًا، ولا فتح عبدٌ باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها»

وكان النبي صلى الله عليه وسلم دائمًا يحب أن يكون الكرم طبيعة المسلم الأصلية

«لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا فسُلِّط على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها» (البخاري، العلم، 15)

ويوضِّح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الفوائد المعنوية للكرم بمثال من العالم المادي

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

«مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما، فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت أو وفرت على جلده، حتى تخفي بنانه وتعفو أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئًا إلا لزقت كل حلقة مكانها، فهو يوسِّعها ولا تتسع

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا ليحث على السخاء

«تجاوزوا للسخي عن ذنبه، فإن الله تعالى يأخذ بيده عند عثرته» (الهيثمي، جـ6، 282؛ قارن: أبو داوود، الحدود، 5/4375)

وخلاصة القول إن فطرة الإنسان الـمُحبة للدنيا وزينتها، الميالة إلى الدنيا وزخرفها، تطمح إلى جمع المال وكَنزه، وكلما ازداد جمع المال ازداد الجشع والحرص والامتناع عن الإنفاق، وتطاولت المماطلة والتأجيل والتسويف، وتباعدت المسافة بينه وبين الناس فقرائهم ومحتاجيهم، ومرضاهم وعانيهم، فتقطعت الأوصال وتبلدت المشاعر، وخبت جذوة الأخلاق

وأما الإنفاق، فمنْ يفقد الإحساس بالناس، يفقد القدرة على الإنفاق؛ بل يفقد الرغبة في ذلك، ولا يملك من وعود ماله إلا التسويف، وتخاطبه النفس بلغةٍ خدَّاعةٍ قائلة

«يجب أن تكون غنيًا أكثر، فأنت تستطيع أن تنفق وتعمل الخير في المستقبل!»

وهؤلاء هم الذين ضل سعيهم، ويظل الشحيح طوال عمره جامعا لما يُحاسَب على جمعه، ومُمسِكا لما يُحاسب على إمساكه، ومقتِّرا حتى على نفسه التي أجهدها التقتير والإمساك، والسعي والشح، أولئك هم الذين انطبق عليهم القول المأثور: «هلك المسوِّفون

ويصف الله عزَّ وجل في الآية الكريمة حال الإنسان الذي أفاق من غيبوبته ساعة الموت وما يخالجه من شعور أبدي بالندامة

(رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) (المنافقون، 10)

وللإنفاق آداب ومشاعر، فالمنفق عليه أن يشعر بالامتنان تجاه من أخذ ماله وأراحه من ثقله، وتجاه من أخذ صك الدَّين الذي ينوء به كاهله، وتجاه من بسببه يملأ الله صحيفته أجرًا وثوابًا، وتجاه من أخذ المضغة التي هي حظ الشيطان في ماله ونفسه

يقول الله تعالى مبيِّنًا أهمية تقديم الصدقة للمحتاج بقلبٍ حساس

(أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ) (التوبة، 104)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) (البقرة، 264)

ويبيِّن الحديث التالي لزوم إعطاء الصدقة بحالة روحانية

«إن الصدقة لتقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل، وإن الله ليدفع بها سبعين بابًا من مخازي الدنيا» (أبو نعيم، الحلية، جـ4، 85)

إنه المنفق لا يعطي ماله للمحتاج، ولكنه يعطيه ليعتق نفسه من أسر الدنيا، ويعتق قلبه من حَزَن الدنيا، ويشتري بهذا المال السعادة الأبدية، فليكثر منه أو ليقلل

إن مالك الـمُلك سبحانه وصاحب الخزائن التي لا تنفد قادر على أن يحيل الجبال ذهبًا والرمال تبرًا، وسُحُب السماء منًّا وسلوى، وحصى الأرض حليبًا وعسلاً، وهو سبحانه يفعل ذلك وأكثر، ألا ترى مُزن السماء يسوقها إلى الأرض القاحلة فتحيا ويحيا الناس في خيرها؟! ألا ترى حبات صغيرة ينبِت الله بها من الطين ألوانًا شتى من الطعام والفاكهة رطبًا ويابسًا؟ أليس يملك سبحانه أن يجعل رزق الإنسان وفق إنفاقه وصدقته؟

بلى والله، وهو واقع بالفعل ولكنه يوم القيامة حين يكون كل امرئ في ظل صدقته

والإنفاق على مخلوقات الله احتسابًا لله، وابتغاءً لمرضاته، وحبًا في ذاته، هو أيضًا لذة يجدها المنفق حين يسهم في إسعاد مخلوقات منْ يحب، والإنعام على موجودات منْ يعشق

- وأما عبادة «الحج» فذات طبيعة خاصة، إذ هي عبادة بدنية ومالية في آن معًا، وطبيعتها الخاصة تعود إلى مناسكها وشعائرها التي تربط الإنسان بالماضي السحيق وعصور الأنبياء المتعاقبة من لدن آدم وإبراهيم وإسماعيل وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، فمنْ يحج الآن كان ممنْ لبى نداء خليل الله إبراهيم عليه السلام حين أذّن بالحج فسمعته الذريات في أصلاب آبائها وأجابت نداءه

وكذلك يرتبط الحاج بالغيب المستقبلي يوم القيامة حين يلبس ملابس الإحرام، ويقف على صعيد عرفات، لا يحمل من متاع الدنيا شيئًا، ولا يميزه عن بقية الخلائق شيء إلا ما يفقهه من معاني مناسك الحج؛ تلك المناسك التي ترتقي بالإيمان في القلب إلى أسمى الدرجات، وتربط القلب بالملأ الأعلى، فيدرك تسبيحات السماء التي تتناغم من ترنيمات قلبه المشتاق إلى لقاء ربه، والذي هيجته الذكرى في مشاعر الحج وذكرياته ومناسكه وتلبياته؛ لذا فالحج وسيلة للوصول إلى سر مقولة أهل التصوف

«موتوا قبل أن تموتوا»

وحقيقة عبادة الحج أنها بوتقة واحدة كبرى ينصهر فيها المسلمون جميعًا بنار العشق وحرارة الوجد، ثم ينهلون جميعًا من تجليات الله تعالى، ويلتحمون جميعًا في حال معنوي واحد فتنفذ إلى روحهم فيوضات ربهم عزَّ وجل

والحج عبادة يجد فيها الإنسان طمأنينة روحية، ويتصل بجذوره الضاربة في أعماق التاريخ، وهي مظهر روحاني يتطهر فيه القلب حين يرتشف من معين الفيوضات الإلهية

إن الكعبة المعظمة هي قبلة المؤمنين التي أمر الله تعالى بالتوجه إليها في الصلاة وهدفها الاستقامة حين قال

(كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) (العلق، 19)

ومنزلة الكعبة ومكانها في الأرض بمثابة منزلة القلب ومكانه من الإنسان، وكما أن القلب هو مظهر تجليات الحق وفيوضاته، فكذلك الكعبة هي مظهر تجليات الله تعالى على الأرض وفيوضاته على عباده، فالكعبة هي قلب الكون، والحج بذلك هو أشد العبادات حساسية، وأكثرها إلحاحًا في استحضار القلب ومشاعره عند الأداء

ويقول سلطان العارفين أبو يزيد البسطامي رحمه الله

«في المرة الأولى التي ذهبت فيها إلى الحج رأيت الكعبة فقط، وفي الثانية رأيت الكعبة وربَّها، أما في الثالثة فقد رأيت رب الكعبة فقط»

هذا الترقي في درجات الإحساس والصفاء المعنوي، وهذا الاختراق المتواصل لأستار الغيب سترًا وراء ستر، وهذه الرقة والرحمة والمحبة والعشق، كل ذلك يطهر طبيعتك الإنسانية لتصل إلى درجة الملائكة

ففي الحج يكون المظهر والمخبر متشبهًا بالملائكة في اللباس الأبيض الناصع، وفي اللسان العفيف المنزه عن الرفث والفسوق والجدال، وفي السلوك الرفيق الممتنع عن الصيد الحلال، وفي المعاملة الرقيقة مع كل كائنات الكون حبًا وعشقًا لرب الكون

وكذلك في الحج يكون المظهر والمخبر متشبهًا بمراحل الموت في الكفن الأبيض، وفي أرض المحشر، وفي المحاسبة الدقيقة لكل جزء من المال المشارك في رحلة الحج، كالمحاسبة الدقيقة لكل عمل يعمله المرء أمام ربه

 وثمة أمر آخر تحذيري هو أنه لا بد للمرء القادر على الذهاب إلى الحج أن يتفكر في هذه الأمور جيدًا، وأن يحذَر بشدة من التراخي أو التقاعس عن الذهاب إلى «الحج» إن توفرت أسبابه، وإلا فإنه سيواجه التحذير الشديد من النبي صلى الله عليه وسلم حين قال

«منْ ملك زادًا وراحلة تبلِّغه إلى بيت الله ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهوديًا، أو نصرانيًا، وذلك أن الله يقول في كتابه

(وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)(آل عمران: 97)،» (الترمذي، الحج، 3/821)

ولم يصف الله تعالى في نهاية الآية أولئكَ الذين يمتنعون عن الذهاب إلى الحج على الرغم من استطاعتهم بقوله «منْ لم يحج» بل قال

 (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران، 97)

إن هذه التحذيرات الإلهية موجَّهة لمنْ يهمل هذه العبادة -رغم توفر جميع شروطها لديه- بسبب غفلته، تحذيرات بأنه سيلقى خسرانًا أليمًا وسيذوق العذاب الإلهي

وما أفدح خسارة المسلم حين يعرض عن الذهاب إلى الحج الذي يطهر قلبه وينقي من ذنوبه

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الشريفة

«منْ أتى هذا البيت، فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كما ولدته أمه»

(مسلم، الحج، 438)

«تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد، والذهب، والفضة، وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة» (الترمذي، الحج، 2/810؛ النسائي، المناسك، 6/2629؛ ابن ماجة، المناسك، 3)

«النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف» (أحمد، جـ5، 354-355)