فتح مكة
وبعد الانتصارات المتتابعة للمسلمين وبشارة صلح الحديبية، فَتحت مكة أبوابها لفلذات كبدها فتحًا روحانيًّا فيه العفو والصلح والأمن والهداية. وبلغ المشتاقون إلى مكة مقاصدهم بعدما عاشوا فيها سنوات مليئة بالظلم والجور والمشقات، وانقلب حزن السنين إلى سرور وحبور. وشهد ذلك اليوم أعظم عفو في التاريخ شكرًا على نعمة الله العظيمة، وفيه تشرف كثيرٌ من الظلمة والقتلة الذين قاتلوا المسلمين قبل الفتح بنور الهداية
أما الأنصار فقد كانوا في ريب من الأمر بعدما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة التي ولد فيها، فقال بعضهم لبعض
«أما الرجل (يعنون الرسول) فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته»
وجاء الوحي بما قاله الأنصار، فاعترفوا بما قالوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
«كلا، إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، والمحيا محياكم والممات مماتكم»
فكان ذلك وفاءً منه عليه الصلاة والسلام للأنصار. ثم رجع عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة